ماهيّة التفكير التصميمي

أخر تحديث: 2024-10-18
  • يقف الكثير من الأشخاص المعنيين بإيجاد الحلول لمشكلة ما تتعلق بكيان بشري أمام صعوبات كثيرة، من أهمها تحديد المشكلة بشكل دقيق ومعرفة موضع القصور أو الخلل، وصعوبة طرح الحلول وتطبيقها على أرض الواقع وفي الميدان، وكذلك صعوبة التأكد من مناسبة تلك الحلول المقترحة وتقييم نتائجها.
  • سواءً كنت مديراً للموارد البشرية، أو رئيساً لمجموعة من الموظفين، قائد فريق، معلماً، رائد أعمال، صاحب مشروع، أو كنت شخصاً معنياً بمواجهة التحديات وحل المشكلات، أو مسؤولاً ومبادراً لتطوير وتحسين حياة مجموعة من أفراد المجتمع من خلال تلمّس احتياجاتهم ومشاكلهم وإيجاد أفضل الحلول لها، فإن هذا المقال هو المناسب لك، سنتطرق فيه إلى مفهوم التفكير التصميمي تطبيقياً وعملياً.

إن كلمة (التصميم) في مصطلح (التفكير التصميمي) قد يُفهم أن المقصود منها هو تصميم الجرافيك، أو تصميم هيكل وشكل المنتجات، إلا أن كلمة التصميم هنا تعني أن نصمم الحلول للمشكلات من خلال التفكير الإبداعي الابتكاري المتمركز حول الإنسان والفهم العميق للجمهور المستهدف وتحدياتهم واحتياجاتهم وثقافتهم وأسلوب حياتهم. هذه الحلول قد تكون على شكل تغيير في الأنظمة والسياسات والاستراتيجيات، أو على شكل تطوير سلع ومنتجات، أو على شكل تقديم خدمات وتطوير بنية تحتية.

إن التفكير التصميمي نموذج فعّال لمواجهة التحديات وحل المشكلات وتطوير وتحسين الحياة من خلال إيجاد حلول ابتكارية وإبداعية غير تقليدية تتمحور حول الإنسان وترتكز على فهم احتياجات الجمهور المستهدف ورغباتهم.

ويحسّن التفكير التصميمي جودة الحياة والعالم من حولنا في كل يوم، وهو سبب رئيسي في تطور تقنية الاتصالات والمعلومات والثورة التكنولوجية والصناعية والأجهزة والأدوات والمعدات التي يسرت وسهّلت حياة الأفراد والمجتمعات، والتي نشهد ذروتها في العصر الحالي

مراحل التفكير التصميمي

فهم الغرض من التصميم :

كمصمم عليك فهم غرض العميل من التصميم هل هو منتج هل هو خدمة هل هو تجارة معينة هذا مايسمى ايضاً ب التفكير التصميمي

تحديد المشكلة :

يجب ان نكتشف المشاكل اللي موجودة بالبراند ونحللها ونقدم حلول تساعد على بدء فهم وتمحور الافكار اللي بدنا نبحث عنها

إيجاد الافكار :

والان دور البحث لايجاد الافكار المناسبة للفكرة العامة للمشروع يتم عن طريق مثلا تحليل الجمهور ومتابعة المنافسين وان كان ممكن النزول لارض الواقع لفهم المشروع واقعياً

تجسيد الافكار :

تجسيد الافكار بتم عن طريق عمل خريطة ذهنية وكتابة افكار مستقبلية ومراجعة قصة ماحصل في المراحل السابقة وتجسيد كل هذا برسم او سكيتش او مود بورد اي شي المهم نحاول نشوف افكارنا قبل ما نبدا بعملية التطبيق و التفكير التصميمي و حل المشكلات

إختبار الافكار :

والان البدء بعمل نماذج للمشروع سواء كان شعار هوية او خط او تصميم اعلاني او اي شيءنقوم بعمل نماذج من خلال افكارنا ووضع اهم النماذج للتقيم من قبل العميل مع وضع فكرة وحل لكل نموذج للتوضيح للعميل بشكل نظر ( حل المشكلات )

التفكير التصميمي والتصميم التعليمي:

يخلط العديد من الأشخاص ما بين مفهوم (التفكير التصميمي Design Thinking) ومفهوم (التصميم التعليمي Instructional Design) وتطبيقاتهما، دعونا نوضح هذا الجانب في سطور بسيطة.

تطبيق التفكير التصميمي :

يتكون النموذج العام للتصميم التعليمي من خمسة مراحل رئيسية (التحليل – التصميم – التطوير – التنفيذ – التقييم )، يتم استخدام هذا النموذج عند وجود مشكلة في أحد أنواع المعرفة (المعرفة المعلوماتية – المعرفة المهارية – المعرفة الوجدانية) لدى مجموعة من الناس (موظفين – معلمين – طلاب – عمّال – فنيين – مجتمع …)، أي أن الجمهور المستهدف يكون لديه انعدام أو نقص وقصور في فهم المحتوى والمعلومات والمفاهيم، أو في الخبرات المهارية وممارستها، أو في القيم والأخلاق والميول والاهتمام والوعي والإدراك والمسؤولية ونحوه…،  مما يعيق تحقيق الأهداف المراد الوصول لها وسير العمل في الاتجاه الصحيح والاستقرار المؤسسي أو الاجتماعي، وبالتالي يتم حل هذه المشكلة عن طريق برنامج تعليمي – تدريبي – تدريسي، تزامني أو غير تزامني، داخل قاعة دراسية أو خارجها، مباشر أو إلكتروني، ومن خلال مراحل التصميم التعليمي يتم التخطيط لهذا البرنامج وتصميمه وتنفيذه وتقييمه.

يساعدنا التصميم التعليمي من خلال العمليات الأولية التي تسبق المراحل الرئيسية الخمسة على تحديد المشكلة بشكل دقيق ما إذا كانت معرفية تتعلق بالتعلم والتعليم أو غير معرفية. فربما يجد المصمم التعليمي أن المشكلة مادية في الدخل أو معنوية في الحوافز والتقدير، أو في البنية التحتية وبيئة العمل، مما يتطلب حلولاً لا تدخل ضمن نموذج التصميم التعليمي.

تطبيق التصميم التعليمي :

هو نموذج يتكون من خمسة مراحل غير خطية (التعاطف – تعريف المشكلة – ابتكار الأفكار – إعداد نموذج أولي – التجربة). ويتم استخدامه عند الشعور بوجود مشكلة حقيقية أياً كانت تلك المشكلة تتعلق بمجموعة من الناس (موظفون – طلاب – عمّال – أطفال – سكّان – مجتمع – زبائن – عملاء…) في الغالب لا نعرف ما هي المشكلة بشكل دقيق وماهي أسبابها وطرق علاجها وأفضل الحلول لها.

يقودنا تطبيق هذه المراحل إلى التفكير خارج الصندوق وإيجاد الحلول الابتكارية والإبداعية وغير التقليدية والتي ترتكز على احتياجات الجمهور المستهدف ورغباتهم، ويمكن أن يقوم بالتفكير التصميمي شخص أو فريق مكون من مجموعة من الأشخاص.

يمكن الجمع بين مراحل التفكير التصميمي ومراحل التصميم التعليمي في حال كانت المشكلة كما سبق ذكره (معرفية)، فمن خلال التفكير التصميمي وجدنا أن المشكلة (معرفية)، ويتم حل هذه المشكلة من خلال مراحل التصميم التعليمي.

مقالات قد تهمك أيضاً :

مفهوم الهوية البصرية لإيصال الشركات للجمهور المستهدف

مراجع للمقالة :

المرجع الاول

أخر التدوينات

أخر الكتب
تصنيفات
وسوم
اخبر اصدقائك